مأرب.. عاصمة مملكة سبأ، أو كما تسمى حديثا مفتاح النصر والتحرير، المحافظة الصادمة التي تقع في وسط اليمن وتمتد إلى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء.
وتشكل هذه المحافظة موقعا استراتيجيا في خريطة اليمن وثرواتها التي تغذي المحافظات والمديريات، ومنها انطلق النصر وتحولت إلى مفتاح دخول العاصمة.
من صافر كانت الاستعدادات العسكرية لتحرير مأرب، اتجهت أنظار اليمنيين صوب ذلك الحدث والمعارك الطاحنة، نظرا للأهمية التي تتمتع بها مأرب وموقعها الاستراتيجي وحرص الحوثيين على دخولها والاستيلاء عليها، في الوقت الذي احتشدت فيه القبائل لدحر تلك المليشيات والتقدم نحو صرواح غربا والتي تعتبر الحاضنة للمليشيات الحوثية ولا يفصلها إلا 40 كم عن مأرب.
قبل فرار مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح من المناطق التابعة لمحافظة مأرب شمال اليمن التي هزموا فيها، زرعوا الألغام في المزارع والجبال والطرقات التي سلكوها.
وكشف رئيس تحالف قبائل مأرب الشيخ صالح لنجف عن أن فريقا هندسيا من قوات التحالف بدأ أمس في انتزاع الألغام عبر الكاسحات وتحديد المواقع الخطرة في المحافظة والمناطق التابعة لها وتأمين سلامة المواطنين.
وبين أن ميليشات الحوثي والمخلوع صالح زرعت قرابة 17 ألف لغم في المزارع والطرق والمواقع التي تواجدوا أو مروا فيها، وتسببت تلك الألغام في إزهاق أرواح المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مناطق متفرقة من المحافظة، إضافة إلى وقوع إصابات خطيرة جراء الألغام.
وأشار إلى أن الجهات المختصة في مأرب تولت منذ اللحظة الأولى لطرد المليشيات تمشيط المواقع في مأرب والمديريات التابعة لها كي يتمكن المواطنون من ممارسة أعمالهم، وتجنيب حياتهم المخاطر اليومية التي تتربص بهم، واستعانت بقوات التحالف لدعمها بالآليات الحديثة في إزالة الألغام.
حماية الأبرياء
وأوضح اللواء عبدربه الشدادي قائد المنطقة الثالثة في مأرب أن مليشيات الحوثي وصالح، ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية، من قتل، وتدمير، وتهجير، وقبل فرارهم عمدوا إلى زراعة الألغام وأصبح المواطنون يعانون من صعوبة التنقل في الطرقات أو العودة إلى منازلهم أو الحركة داخل مزارعهم، بسبب تلك الألغام التي باتت تهددهم، وحرصت الأجهزة المختصة بنشر فرق ميدانية للكشف عنها وتم تدعيمها من قبل التحالف لنزع الألغام وحماية الأبرياء.
وذكر أن «فرق نزع الألغام، تمكن من انتزاع ما يقارب 300 لغم من بين المنازل والمزارع، في الفاو، والمنين، والسد، وغيرها من المواقع التي تواجدت فيها المليشيات». وأكد الشدادي أن القيادة العسكرية دعمت الجبهات بقطع السلاح والمعدات الثقيلة وكان للقبائل والشباب المتطوعين في مأرب الدور الرئيسي والمحوري في الدفاع والصمود ومواجهة المليشيات بكل بسالة وقدموا أروع البطولات في المهمات التي أنيطت بهم.
واعتبر أن دعم ومساندة قوات التحالف للجيش والمقاومة هو من حقق النصر في تحرير مأرب وفرار المليشيات من المواقع التي تواجدوا فيها.
وقال: إن التحالف العربي الذي تقوده المملكة في دعم ومساندة الشعب اليمني والسلطات الشرعية للتصدي لمليشيات الحوثي وصالح وانقلابهم على الشرعية، يحرص على معالجة الوضع في اليمن وصولا لمرحلة حل الخلافات السياسية.
وأضاف: الدعم العسكري ومساندة الجيش النظامي والمقاومة الشعبية في جبهات القتال سواء في مأرب أو محافظات اليمن أسهم في دحر مسلحي الحوثي وصالح وقطع الإمدادات عليهم في مناطق مختلفة، وآمالنا في الوصول إلى عودتهم إلى طاولة الحوار ووقف القتال والدمار.
دعم ومساندة
وقال العميد أحمد الميموني قائد غرفة العمليات المشتركة في شرورة إن قوات التحالف حرصت على مساندة الجيش النظامي والمقاومة الشعبية في تحرير مأرب والمديريات التابعة لها، وتركز الجهود حاليا على تمشيط كافة المواقع في المحافظة لنزع الألغام التي زرعت بشكل عشوائي للحفاظ على الأرواح من المخاطر المحتملة لاسيما أن هناك حوادث انفجارات من الألغام راح ضحيتها العديد من الأبرياء.
وبين أن قوات التحالف وجودها يركز على إعادة الأمل والشرعية وتحرص على تحقيق هذ التوجه العام الذي كان بطلب من الحكومة اليمنية وأسهم هذا التواجد في بسط الأمن في محافظة مأرب ومديرياتها عدا بعض المواقع متأملا أن يتحقق للشعب اليمني الاستقرار وعودة الشرعية لكي تمارس الحكومة عملها في اليمن الشقيق.